بعد أكثر من أربعين عاما على ثبات نجاحها ونجاعتها في تعويض الأسنان المفقودة، لا زالت زراعة الأسنان تعتبر التطور الأهم والأكثر فاعلية من غيرها من التعويضات السنية سواء الأطقم المتحركة بأنواعها أو الجسور الثابتة.
ورغم كل النجاح في عملياتها ورغم رضا المرضى عنها إلا أن هناك نسبة من المرضى أو أطباء الأسنان لا يحبذونها، وأهم نقاط معارضتها هو الوقت الطويل المراد للحصول على سن نهائي بعد القلع والزراعة يمتد عادة من 10 – 12 شهر، ولذلك فقد انتشر في السنوات الأخيرة مبدأ الزرع والتركيب الفوري للأسنان وبنسبة نجاح عالية ومقاربة لمفهوم الزراعة التقليدي وبوقت أقصر وعدد زيارات أقل من قبل المرضى لعيادة الأسنان.
مفهوم الزرع الفوري يعني وضع زرعة الأسنان في مكان قلع الضرس وبعد القلع مباشرة، ومن ثم يتم تركيب الأسنان المؤقتة على هذه الزرعات خلال 48 ساعة فقط، مستعملين إما الزرعات التي تشبه شكل جذور الأسنان كما نفعل في عيادتنا أو الزرعات القاعدية والتي لا نستعملها في عيادتنا بسبب ضعف الدليل العلمي على نجاحها مقارنه بالزرعات التي تشبه الجذور.
تطور مفهوم الزراعة الفورية بسب رغبة المرضى في الحصول على أسنان بدل المفقودة وفي وقت سريع، وبالتالي فهذا المفهوم قد أدى دوره في زمن لا يمكن للإنسان أن يبقى بلا أسنان ولفترة أشهر عديدة، وهي بالتالي تختصر وقت المعالجة بفارق كبير عن المفهوم التقليدي، وأيضا تختصر على المريض عدد الجراحات، فبدلا من جلسة للقلع تتلوها جلسة للزرع بعد 6 أشهر تتلوها جلسة للكشف عن الزرعة بعد 4 – 6 أشهر وبالتالي تعريض المريض لثلاثة جراحات، هنا وفي جلسة واحدة تتم كل هذه الإجراءات وبسنبة نجاح عالية تصل الى 92%، وهذا ما يؤدي بدورة لرفع نسبة رضا المراجعين وتقليل آلامهم ومنحهم ابتسامتهم في اسرع وقت.
وللحصول على النتيجة المتوقعة للزراعة الفورية، فيجب أن يكون الشخص بصحة جيدة، وان كان لديه سكري فعليه ضبط مستوى السكر التراكمي حتى أقل من %7 وإن كان مدخنا فيفضل الإقلاع عن التدخين أو الالتزام بتدخين عشر سجائر أو أقل يوميا لمنح الزرعات تروية دموية كافية تساعد على التحامها بالعظم، كذلك يجب أن يتم استعمال أنواع زرعات سنية ممتازة وأن تتم الزراعة بتخطيط جيد ويفضل أن تكون زراعة موجهة بالحاسوب.
يمكن للزراعة الفورية أن تقوم بتعويض سن واحد وصولا لتعويض كافة الأسنان بالفم، معتمده على أكثر من مبدأ مثلا الكل على أربعة أو الكل على ستة زرعات وصولا لثمان زرعات حيث يتم هنا زرع سن وترك المجاور وزرع الذي بعده وهكذا للوصول الى جسور سنية ثابتة وبأقل تغطية لثوية ممكنه وهذا كله يعتمد على كمية العظم المتوافرة لدى المريض.